تَكيُّف المجتمعات الأردنية مع التغير المناخي: القيود والفرص والتحفيز

ﻣﻨﺎخ ُ اﻷردن ﻓﻲ ﺗﻐﯿﺮ. ﻓﺪرﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع واﻟﮭﻄﻮل اﻟﻤﻄﺮي ﻓﻲ ﺗﺮاﺟُﻊ. وﯾُﺘﻮﻗﱠﻊ ﺗﻔﺎﻗُﻢ ھﺬه اﻻﺗﺠﺎھﺎت وﻋﺪم اﻗﺘﺼﺎرھﺎ ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع اﻟﺤﺮارة وﺗﺰاﯾُﺪ اﻟﺠﻔﺎف. ﺑﻞ ﺳﯿﺆدي ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ ﻧُﻈﻢ اﻟﻤﻨﺎخ إﻟﻰ ﺗﻜﺮار وﻗﻮع أﺣﺪاث طﻘﺴﯿﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ وﺷﺪﯾﺪة. وﯾُﺮﺟﺢ أن ﯾﺘﻤﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻷردن ﺑﺰﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺴﯿﻮل اﻟﺴﺮﯾﻌﺔ وﻣﻮﺟﺎت اﻟﺼﻘﯿﻊ اﻟﻤﺒﺎﻏﺘﺔ.  ﺗﺒﺪو ﺗﺪاﻋﯿﺎت ذﻟﻚ ﺟﻠﯿﺔ. وﻓﻖ أرﻗﺎم ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻹﻧﻤﺎﺋﻲ )UNDP(2 ﻓﺈن اﻷردن ﺣﺎﻟﯿﺎً ﻣﻦ أﻓﻘﺮ ﻋﺸﺮ دول ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺎﺋﯿﺎً. ﺑﻞ ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﺛﺎﻧﻲ أﻓﻘﺮ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻓﻘﺎً ﻟﺒﯿﺎن أﺻﺪرﺗﮫ وزارة اﻟﻤﯿﺎه واﻟﺮي اﻷردﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم 2014. وﻣﻦ ﺷﺄن ارﺗﻔﺎع درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة وﺗﻔﺎﻗُﻢ اﻟﺠﻔﺎف4 أن ﯾﺆﺛﺮا ﺳﻠﺒﺎً ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎج واﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﯿﯿﻦ ﻓﻲ اﻷردن وﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻤﯿﺎه ﻟﻼﺳﺘﮭﻼك اﻟﺒﺸﺮي واﻷﻏﺮاض اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ واﺳﺘﻘﺮار واﺳﺘﺪاﻣﺔ اﻟﻨﻈﻢ اﻹﯾﻜﻮﻟﻮﺟﯿﺔ. ﻛﻤﺎ ﺗﻤﺘﺪ اﻵﺛﺎر ﻟﺘﺸﻤﻞ إﻧﺘﺎج اﻟﻄﺎﻗﺔ واﻷﻣﻦ اﻟﻮطﻨﻲ وﻏﯿﺮھﺎ وإن ﺑﺸﻜﻞ ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ.

ﺗﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﻮرﻗﺔ ﺣﺎﻟﺔ دراﺳﯿﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﻗﺪرة أﺣﺪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺮﯾﻔﯿﺔ اﻷردﻧﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﯿﻒ ﻣﻊ اﻵﺛﺎر اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة أو اﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺘﻐﯿﺮ اﻟﻤﻨﺎﺧﻲ. وﺗﺼﻒ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬھﺎ اﻟﻤﺰارﻋﻮن ﻟﻠﺘﻜﯿﻒ ﻣﻊ ازدﯾﺎد ﺣﺪة اﻟﺠﻔﺎف وارﺗﻔﺎع اﻟﺤﺮارة وأﺳﺒﺎب ﻣﺤﺪودﯾﺔ ھﺬه اﻟﻤﺴﺎﻋﻲ ﺣﺘﻰ اﻵن وﺗُﻘﺪم ﻣﻘﺘﺮﺣﺎت ﺣﻮل ﻣﺎھِﯿﺔ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮات اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﺤﻔﯿﺰ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ. ﻛﺬﻟﻚ ﯾُﻘﺪﱢمُ ﻣﺎ ﺗَﺒَﯿﱠﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت أﻓﻜﺎراً ھﺎﻣﺔ ﺣﻮل وﺳﺎﺋﻞ ﻓﻌﺎﻟﺔ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ وﺳﺮﯾﻌﺔ اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻓﮭﻢ أﻓﻀﻞ ﻟﺘﺤﺪﯾﺎت اﻟﺘﻐﯿﺮ اﻟﻤﻨﺎﺧﻲ واﻟﺘﺒﺎﯾﻨﺎت ﻓﻲ ﺳﮭﻮﻟﺔ اﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت وﺳُﺒﻞ اﻟﺘﻜﯿﻒ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ. وﻛﻲ ﯾﻜﻮن أي ﻣَﺴﻌﻰ ﻣﻦ ﻣَﺴﺎﻋﻲ اﻟﺘﻜﯿﻒ ﻓﻌﺎﻻً ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﺘﻢ ﺑﺮواﻓﻊ ﻣﺤﻠﯿﺔ وﯾﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ اﻻھﺘﻤﺎﻣﺎت اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ. وﻗﺪ ﺟﻌﻠﺖ أدوات ﺟﻤﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻗﺎدرﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﯿﯿﻢ اﻟﺪﻗﯿﻖ ﻟﻠﺘﻐﯿﺮات اﻟﺠﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﮭﻢ واﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ آﺛﺎر ھﺬه اﻟﺘﻐﯿﺮات ﻋﻠﻰ ﺳُﺒﻞ ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ.  ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻤﺜﻞ ھﺬه اﻷدوات إطﺎراً ذا ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻟﻠﺘﻄﻮﯾﺮ ﯾﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻُﻨﺎع اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت وذﻟﻚ ﻣﻊ ﺑﺪء ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﻄﺒﯿﻖ أھﺪاف اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ )2015( واﺗﻔﺎق ﺑﺎرﯾﺲ )2016(.