على الرغم من المعرفة الكبيرة حول محركات التطرف، لا يعرف إلا القليل عن الدوافع والتأثيرات و/أو الضغوطات التي تلعب دورا عندما يقرر شخص ذو أيدولوجية راديكالية الانضمام إلى جماعة متطرفة أو استخدام العنف للتعبير عن قناعاته الأيدولوجية. وتم اختزال فهم مرحلة ما قبل العنف إلى حد كبير لكون أن الغالبية العظمى من المقاتلين إما بقوا في مسرح العمليات أو قتلوا فيه. ويعتبر العدد القليل من العائدين كأصول أمنية عالية القيمة وتخضع شهادتهم للحراسة الأمنية المشددة و/ أو يتم التشكيك في صحتها.
يقدم هذا البحث نظرة فريدة على العقلية والسلوكيات لخمسة مقاتلين من معان والزرقاء انضموا إلى هيئة تحریر الشام (المعروفة سابقا باسم جبهة فتح الشام وقبل ذلك بجبھة النصرة)، ويغطي مرحلتي ما قبل المغادرة والمرحلة العملياتية. وتم جمع الأدلة من خلال المقابلات التي أجريت في عام 2017 مع المقاتلين العائدين وآباءهم وزوجاتهم والأشقاء والأسرة الممتدة والأصدقاء والمعلمين.
وعلى الرغم من عدم وجود "حلقة مفقودة" متسقة توضح لماذا يقرر بعض الأفراد أو يجبرون على الانضمام إلى جماعة متطرفة عنيفة، فإن هنالك عوامل سياقية هامة واتجاهات سلوكية قد تقود لجهة تدخلات أكثر فعالية. وهذه الملاحظات مبينة في هذا التقرير بوصفها سلسلة من التوصيات المتعلقة بالسياسة العامة التي تستهدف الحكومة (على الصعيدين المحلي والمركزي) ومنظمات المجتمع المدني والجهات المانحة التي تدعمها.
تم دعم هذا المنشور بسخاء من قبل السفارة الأسترالية في عمان