يقدم هذا الكتاب الذي يتكون من عدد من الأوراق البحثية التي نشرها معهد غرب آسيا وشمال إفريقيا بين عامي 2015و2016، في مواضيع الأمن الإنساني والعدالة الاجتماعية والماء والطاقة في البيئة الإنسانية، مفاهيم تعنى بالمنطقة ككل مثل بناء التكيف المرن لمواجهة التحديات الإقليمية، تمكين المرأة قانونيا كمفتاح للعدالة الاجتماعية والتي بدورها تعد أداة لتحقيق السلام، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة كمدخل لازدهار المنطقة واستقرارها.
في سياق أزمة اللجوء المزمنة، اقترح الفصل الخاص بالأزمة في الكتاب إمكانيّة بناء تصوّر أفضل عن اللاجئين السوريين، باعتبارهم في حد ذاتهم يجسّدون فرصاً جديدة بدلاً من اعتبار أنّهم يُمثّلون مصاعب للدول المضيفة فقط. كما بَحثَ الفصل مجموعة من الأمثلة لكيفيّة تحقيق ذلك من خلال تشجيع الاستثمار الصناعي على نطاق واسع في المناطق الاقتصادية الخاصة القائمة، وذلك باستخدام العمالة الأردنية والسورية على حد سواء بنسب محددة مسبقاً فيما عرفه الكتاب بمفهوم "التنمية المناطقية".
قد يبدو التكيف المرن معقدا ولكنه حتمي لتشكيل نظام إنساني جديد يضع كرامة الإنسان والأمن قبل النمو الاقتصادي والسلطة السياسية. تقدم هذه الاستراتيجية قضية لتغييرعقلية صناع السياسات لاحتضان التحدي كشيء إيجابي بطبيعته والاستجابة له بحسب ذلك. لدى المنطقة مزيج من موارد الثروة الطبيعية والبشرية والتي وإن استغلت بشكل صحيح، فإنه من الممكن أن تخلق مجتمعات تعددية حديثة لا مكان للتطرف العنيف والإرهاب فيها. بناء القدرة على التكيف وانعدام الهشاشة لا يعني أن كل مفاجأة محتملة يجب التخطيط لها. بدلا من ذلك، فإنه ينطوي على تعلم كيفية تلقي المفاجأة بطريقة بناءة. يجادل هذا الكتاب في بعض المواقع أن الأمن الإنساني هو أفضل بكثيرخلال الفوضى لتعزيز الاستقرار.