وصل الكفاح من أجل مواجهة التغير المناخي اليوم إلى ذروته، لذلك يجب أن يتم تنسيق العمل استراتيجياً من أجل تأثير أكبر. من هنا تبزغ أهمية شبكات العمل مثل شبكة العمل المناخي.
في 28 أيار 2016، قام معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا (WANA) بحضور اجتماعه الأول كعضو في شبكة العمل المناخي للوطن العربي (CAN). خلال الاجتماع، تم مناقشة إمكانيات وفرص التعاون المستقبلي بين أعضاء الشبكة، استعدادا للدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP22) المقرر عقدها في مراكش في تشرين الثاني من هذه السنة.
تعتبر CAN شبكة عالمية تضم أكثر من 1100 منظمة غير حكومية في أكثر من 120 بلد حول العالم. يعمل أعضاء CAN معاً نحو الارتقاء بالعمل الحكومي والفردي للحد من تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية إلى مستويات مستدامة بيئياً. إن رؤية CAN هي حماية الغلاف الجوي مع السماح بالتطور المستدام والمنصف في جميع انحاء العالم.
تعدّ عضوية معهد WANA مع شبكة العمل المناخي للوطن العربي مهمة لسببين؛ أولاً سيستفيد معهد WANA من البيئة المتعددة والمتغيرة للشبكة، والتي تعتبر منصة لتبادل المعلومات وتنسيق تطوير المسائل المناخية العالمية والإقليمية والمحلية. تشمل الشبكة أصحاب المصلحة من خلفيات مختلفة، الذين يعملون في الحقول المختلفة المتعلقة بالتغير المناخي والطاقة المتجددة. يشمل الأعضاء منظمات المجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية والناشطين في مجال التغير المناخي والتطور المستدام. إن هذا التنوع يجعل CAN مهداً من الأفكار والبيئة المثالية لخلية بحث مثل معهد WANA لينمو ويتطور.
ثانياً، من خلال عضويته، يمكن لمعهد WANA أن يملأ الفجوة بين الممارسين والناشطين البيئيين، وبين صانعي السياسات والأكاديميين. عندما يتعلق الأمر بمسائل التغير المناخي وإزالة الأشجار والتصحر وندرة المياه؛ فإن الناشطين في مجال التغير المناخي والأكاديميين في العادة يتخذون وجهة نظر واضحة بشأن المسألة. ومع ذلك؛ فإن موقعها بالكاد يجعلها تصل إلى الحكومات التي لا تتأثر ممارساتها بشكل سهل. تقترح WANAنفسها كرابط للتوفيق بين البحوث وأنشطة التأييد وتنفيذ السياسات.
لا نعني بهذا أن العمل الأكاديمي يجب الاستخفاف به. إن العمل الأكاديمي وخلايا البحث تضيف قيمة غير قابلة للقياس للشبكة من خلال إجراء البحوث، والتي بدورها تقدم النصح لصانعي السياسات لتصميم السياسات الفعالة. تمثل شبكة العمل المناخي CAN مجموعة من الأعضاء المترابطين، والتي تتناسب WANA من خلالهم بشكل استراتيجي. إذا تصورنا الأعضاء القائمين في معادلة مدخلات ومخرجات ضمن شبكة CAN الوطن العربي، يمكننا أن نجد مخرجين اثنين: المنظمات التي تستهدف المجتمعات المحلية والمنظمات التي تدعو للتغيير على مستوى السياسات. من ناحية أخرى، فإن الأكاديميا وخلايا البحث تعمل كمدخلات بما أن دورهم هو تزويد قاعدة أدلة لدعاة التغيير وصانعي السياسات.
قامت CAN مؤخراً بتأسيس فرع جديد في العالم العربي، والذي سيعمل على حماية المناخ والتحول نحو الطاقة المتجددة. بالإضافة الى تقديم استراتيجيات جديدة لتقليل الانبعاثات الكربونية. إن تأسيس الشعبة العربية يأتي في وقت مهم، نظرا للآثار السلبية واسعة النطاق لتغير المناخ على المنطقة والتي تشمل المزيد من الجفاف والاختلاف في أنماط الهطول المطري، التي تؤثر بشكل سلبي على الإنتاجية الزراعية وندرة المياه.
في هذا الصدد؛ فإن قيمة منصات مثل CAN لا تقدر بثمن، ونحن في معهد غرب اَسيا وشمال إفريقيا (WANA) فخورون بالترويج لحماية البيئة من خلال عضويتنا.