يُطلق علينا اسم "معهد غرب آسيا وشمال إفريقيا"، ولهذا من البديهي أننا في "وانا"، نولي عنايةً كبيرةً لتأثير اللغة على المفاهيم المكتسبة. بيدَ أن الجهود المبذولة لوصف الجهات الإسلامية الفاعلة العنيفة وذاتية الوصف في منطقتنا قد اقتحمت منطقةً لغوية غادرة، فقد أصبح الإعلام يعتمد على كلمات تعريفية مثل "المتطرف" و"الراديكالي" لوصف إيديولوجية منظمات مثل القاعدة وداعش، ما تدعى "بالدولة الإسلامية". في حين لا يشير وصف "المسيحية الراديكالية" إلى ذات التضمينات عند استخدام تلك اللفظة التعريفية ذاتها كما في سياق "الإسلام الرايدكالي". يستمر هذا التناقض رغم تصرفات أفراد مثل "المسيحي العسكري" الانفصالي أندريس بريفيك في هجمات النرويج الوحشية عام 2011.
ولهذا السبب، استلهمت وانا فكرتها من خط الإنتاج الجديد المتألق لملابس منير حسن، المسلم الأمريكي، تحت اسم "صديقي". أطلق منير حسن في شركته بادرة لنشر "رسالة إيجابية في بيئة سلبية"، حيث يحمل الرسم على القمصان قصيرة الأكمام والأزرار لوح تزلج مع غطاء كوفية كتمثيل عن "الإسلاميين الراديكاليين" في أبهى تألقهم. كما يعرض خط الإنتاج الذي يحمل اسمه معنى "أصدقائي"، كتابةً باللغتين العربية والإنكليزية والتي تقول عباراتها: "كن متواضعاً"، "السلام"، "التغيير نحو الأفضل"، وغيرها من العبارات المشابهة. وعلى نقيض معظم التغطية الإعلامية السائدة عن الإسلام، يهدف خط الملابس ذلك إلى تمثيل المسلمين في حياتهم اليومية، وليس فقط بصورة مجرمي داعش من ذوي الأقنعة السوداء، وإنما هم من المدرّبين والنشطاء والهيبيين ورواد الأعمال.
إن إنشاء منابر لتلك الأصوات، تماماً كما فعل حسن، يسهم في إحداث التعديل اللازم الذي نحتاجه في التغطية الإعلامية عن المسلمين. ولحسن الحظ، يبدو أن قمصانه بحد ذاتها قد أوجدت مثل تلك المنارة. وكما وصفها: "تهدف هذه التصميمات إلى منح المسلمين الأمريكيين فرصةً للتعبير عن أنفسهم وإخبار الآخرين بكل لباقة، أننا "أصدقائهم".
حتماً إن تلك الأفكار التي يؤمن بها أبو بكر البغدادي وجماعته هي أفكار متطرفة وراديكالية، ولكن دعونا ألا نتيح لأولئك الأفراد ذوي العقول المنحرفة فرصةً لإسكات متزلج الألواح ممن هو نفسه "مسلم راديكالي".