توازي تجربة سارة تشاييز المبكرة في أفغانستان أخطاء التدخل العسكري الامريكي هناك، حيث أنها تتصف بحسن النية، عند جهلها، فبعد وصولها كصحفية في بداية الغزو الأمريكي للعراق، غادرت تشاييز وظيفتها للمشاركة في التنمية و لكنها ارتكبت خطأ كلاسيكيا ألا و هو الاعتماد على وسيط أفغاني موثوق ليكون أقرب الى الوضع المحلي و هو الأخ الأكبر للرئيس كرزاي، حيث أفضت جهودها لإطلاق منظمة غير حكومية مع إرشاداته و دعمه إلى كارثة غير محمودة حيث أصبحت تشاييز دون قصد منها شريكة في الاحتيال و أدركت أن ثقتها التي كانت في غير محلها عزلتها عن الشعب الذي كانت تحاول مساعدته.
و في تلك المرحلة الحرجة تغادر تجربة تشاييز الجهاز العسكري الأمريكي متعلمة من أخطائها، دون تغيير أهدافها و بذلك أصبح نهج تشاييز أكثر تواضعا و بدأت بالعمل كتاجرة شاي تزرع الشاي و تدخل نفسها في المجتمع الأفغاني، و يحيك لصوص الدولة رواية قوية في هذه التجربة مع حجتها: الفساد الحكومي يصنع التطرف في أفغانستان و حول العالم.
و ما يجعل الفساد خبيثا على وجه الخصوص هو دفعه لعدم المساواة و الظلم، و تستشهد تشاييز بـ "لعبة الإنذار" المعروفة و هي دراسة يعرض فيها 100 دولار على شخص مع مذكرة قانونية. و على المتلقي أن يعرض على المشارك الثاني جزءا من المال و في حال قبول المشارك الثاني للمال يحتفظ كلا الطرفان بحصتيهما، و في حال رفضها يبقى الطرفان دون مال نهائيا، و تقول تشاييز: إن رفض الشخص الثاني للحصة التي تراها غير عادلة سواء كانت منطقية أم لا هو تصرف انساني للغاية، و يغطي لصوص الدولة كيف تدفع الإهانات المماثلة في العالم الحقيقي السلوك غير المنطقي و الهدام و التي تسمح لمنظمات مثل طالبان لتزدهر.
و تعد حسابات تشاييز عن الربط بين الفساد و التطرف قصصية الى حد كبير و لكنها بالرغم من ذلك مقنعة، و بعد استغلالها كمستشار خاص للجنرالات دايفيد ماميرنان و ستانلي ماك كريستال في 2009 شهدت تشاييز سوء فهم أساسي عن كثب في طريقة مكافحة الولايات المتحدة للفساد، و تركز الجهود على مكافحة الفساد على مستويات دنيا بينما تديمه على السطح و لسوء الحظ فإن الحكومات الجشعة كأفغانستان تقع في أعلى العصابات الإجرامية و يجب أن يبدأ تغيير المشكلة بشكل منهجي من أعلى الهرم.