التصويت هو جزء مهم من المواطنة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية ولكن ورغم الجهود التي بذلتها الهيئة المستقلة للإنتخاب الا ان آلية الانتخاب لم تضمن لهم بعد طريقة سرية ومستقلة ومناسبة لاحتياجاتتهم.
بحسب المجلس الأعلى للسكان في الأردن عام 2021 بلغت نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة 11.2 %، تشكل الإعاقة البصرية 6 % منها والتي تعد أكثر أنماط الإعاقة انتشاراً في الأردن. تِبعاً لذلك، وفي ضوء إصلاحات تشریعیة عدیدة، ومن بینها إنشاء الهیئة المستقلة للانتخاب لإجراء إنتخابات تتوافق مع المعاییر الدولیة ولتعمل على إعادة ثقة المواطن بالعملیة الانتخابیة، بذلت الهيئة المستقلة للانتخاب مجهوداً في وضع أنظمة وتعليمات تساعد في تسهيل عملية مُشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال التهيئة البيئية لأماكن الاقتراع بما يضمن سهولة وصولهم بأمان ويسر، إعطاء الأولویة للأشخاص ذوي الإعاقة في الدخول إلى الصندوق والإنتخاب، تدریب أعضاء اللجان على احتياجات الأشخاص ذوي الاعاقة، السماح بإحضار مرافق للمساعدة على الوصول إلى أماكن الاقتراع، توفير مُرافق لهم أثناء عملية الانتخاب، واستحداث طريقة بريل في العملية الانتخابية.
هل هذه التسهيلات كافية؟
استناداً الى ورقة سياسات أصدرها قسم العدالة الاجتماعية في معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا حول تهيئة مراكز الإقتراع للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وأثناء عقد جلسات نقاش مُركزة، صرح الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية الذين سبق لهم المُشاركة في الانتخابات، بأنّ الآلية المُتبعة في توفير مُرافق أثناء الانتخابات تُعد مُنتهكة لخصوصية وسرية المُشاركين من الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وان كافة الإجراءات التي بذلتها الهيئة المستقلة للانتخابات غير كافية لضمان الممارسات الفضلى في حرية الاقتراع. فعلى سبيل المثال، قامت الهيئة المستقلة للإنتخابات عام 2016 بالإعلان عن تهيئة اثني عشر مركزاً نموذجياً للانتخاب للأشخاص ذوي الإعاقة، وكانت النتيجة بأنه لم يقم أحد من ذوي الاعاقة البصرية بالتسجيل في هذه المراكز آنذاك؛ كنتيجة لعدم معرفتهم بالمراكز المُهيئة وبالتالي لم يتم استخدامها للغرض الذي هُيئت لأجله، وكما أعرب بعضهم أنه من المُفضل الاعتماد على النصوص المسموعة في الأجهزة الذكية بدلاً من استخدام طريقة بريل.
وبعد النظر إلى واقع آلية العملية الانتخابية – كما اختبرها ذوو الإعاقة البصرية – أكدّ المُشاركون التقصير الواضح من قبل بعض رؤساء اللجان في تفسير الآلية الانتخابية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية ومرافقيهم. فمنهم من قام بالاكتفاء في شرح القوائم الانتخابية دون التطرق إلى شرح الآلية في الانتخاب، وآخرون قاموا بسؤال الناخب عن اسم الشخص المُراد انتخابه بصوتٍ مُرتفع على مرأى ومسمع الجميع، وقام بعضهم بوضع الورقة بالصندوق بدلاً من الناخب.
ما سبق، يُعد مُنافياً لما جاء في المادة 29 من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الصادرة عن الأمم المتحدة والتي صادق عليها الأردن عام 2007: « تضمن الدول للأشخاص ذوي الإعاقة حماية حقهم في التصويت عن طريق الاقتراع السري في الانتخابات والاستفتاءات العامة دون ترهيب، وكفالة حرية تعبير الأشخاص ذوي الإعاقة عن إرادتهم كناخبين».
التوصيات
بناءً على ما سبق، ولزيادة المشاركة السياسية للأشخاص ذوي الإعاقة بصورة فعّالة دون تجاوزات وعلى قدم المساواة مع الآخرين، لا بُد من:
ختاماً، نرى أن التوعية عنصر ذو أهمية بالغة، فمن الضروري توعية الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بأهمية المشاركة في العملية الانتخابية ليس فقط كناخبين بل كمرشحين أيضا، وهذا يستدعي تطوير حملة توعوية باستخدام أدوات مختلفة عن طريق الإعلام المسموع ومواقع التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى عملية انتخابية تتسم بالعدالة الاجتماعية ومشاركة مختلف فئات المجتمع.
فريق عمل في معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا