سيسعى نموذج الحَوكمة متعدد المراكز (PGM) إلى التصدي للتحديات المرتبطة بالنماذج الحالية للمعونة الديمقراطية وإرساء الديمقراطية عن طريق تطوير نموذج إدارة قائم على الأدلة ومتعدد الأبعاد، ومصمم خصّيصاً لمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.
يدور نموذج الحوكمة متعددة المراكز حول 5 ركائز مترابطة مع بعضها البعض، وهي:
المجتمع المدني: ينطوي هذا المشروع على إنشاء حيز فعال للمجتمع المدني ومنصات متعددة شاملة حيث يمكن اتخاذ القرارات. ليس المجتمع المدني عدواً للدولة، بل يمكن أن يوفر وسيلة لنواة حوار ديمقراطي. سيستكشف هذا المشروع أنواع منظمات المجتمع المدني الفعّالة في الحوكمة، وطرائق تقديمها للمطالبة بالسلطة.
اللامركزية: في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، والتي تتميز بالقبلية وشبكات العلاقات غير الرسمية، لا بد من دمج المستوى المحلي في الحكم. وسيحدد المشروع أين تُتّخذ القرارات بأقصى قدر من الفاعليّة ووسائل اتخاذ القرارات المحلية.
البيروقراطية: تفتقر السلطات التي تقوم بالتنفيذ بشكل روتيني إلى الكفاءة، أو القدرة، أو الإرادة لجعل بناء المؤسسات فعّالاً. ويُشكّل كسر الاعتماد على المسار والاستفادة من الجانب الإيجابي لهياكل الواسطة في الأجهزة البيروقراطية لمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا مفتاحاً للتغلب على هذه التحديات. وستستكشف نماذج الحوكمة متعددة المراكز وسائل لتقديم عمليات الجدارة، لا بتفكيك هياكل الواسطة، بل عن طريق تعزيز مساءلتها، وشفافيتها، وفاعليّتها.
توليد المعرفة: يعتبر التفكير النقدي والوصول إلى المعلومات شرطين مسبقين للحوكمة متعددة المراكز. ومع ذلك، تعاني المنطقة من انفصال بين السياسات، والبرمجة، والبحوث التي يمكن سدها من قبل مراكز التفكير المحلية التي تيسر الفرص للمجتمع المدني والقادة المحليين وأصحاب المصلحة السياسيين للمشاركة البناءة. وسيقوم المشروع بتقييم أثر المؤسسات المولّدة للمعرفة وكيفية تعزيز هياكل الحوكمة متعددة المراكز.
التكيف المرن: تهدف الحوكمة متعددة المراكز إلى الصمود، والتطور، في الأزمات، عن طريق تعزيز مراكز متعددة للسلطة، والتسلسل الهرمي لصنع القرار، وطرائق التعاون وتقاسم المعلومات. ويهدف هذا البرنامج إلى بناء مثل هذه القدرات عن طريق بناء الأجهزة بتكرار أفقي ورأسي، وإظهار كيف أن التكرار أفضل من التحسين على المدى الطويل من ناحية الكلفة والكفاءة.