سيعمل هذا المشروع مع مختلف الجهات المعنية على تطوير نظرية التغيير لجهود الأمن الإنساني التي تستجيب بشكل أفضل للتهديد الناشئ للتطرف العنيف في الأردن، ولبنان، وتونس.
تنص نظرية التغيير التي تقدم (مُقاربات الأمن الإنساني) على أن معالجة الأسباب الأساسية للصراع - التي تفصل في التنمية، والفرص، والحقوق - هي أنجع وسيلة للحفاظ على الأمن وتعزيز المرونة. غير أن التهديد الطارئ للتطرف العنيف قد عدّل بيئة السياسات التي تصمم وتنفذ فيها هذه المُقاربات. وقد أدى التركيز الأكبر على منع الحوادث الأمنية إلى تضييق المساحة المخصصة لمُقاربات الأمن الإنساني التي تجعل من الإنسان نفسه محوراً ومُرتكزاً. ويؤثر كل هذا بشكل خاص في الفئات الضعيفة والأفراد المهمشين.
في حين أن التدابير التي تهدف فقط إلى منع وقوع الحوادث الأمنية قد تحسّن الأمن بشكلٍ فوري، إلا أنها غالباً ما تعيق تمكين المجتمعات المحلية، وتؤدي إلى تفاقم الصراعات المحلية وتعرّض أهداف البرمجة المتعلقة بالأمن الإنساني للخطر. وهذا أمر حاسم على نحو خاص بالنسبة لأربع ركائز أمنية إنسانية: التوظيف، والتعليم، والإقصاء السياسي، والعدالة الاجتماعية، وتمكين المرأة. وتتعارض هذه الاستجابات السياسية مع المعرفة الناشئة حول التطرف التي تحدد المجتمعات المحلية باعتبارها طرفاً محورياً في مواجهة التطرف.
وتتمثّل التحديات الشاملة في عدم وجود قاعدة أدلةٍ متطورةٍ، وعدم وجود أساس مشترك بين قطاعي الأمن والتنمية الإنسانية. ولهذه الجهات الفاعلة أهداف، ونقاط مرجعية، ومعايير نجاح مختلفة. ويسعى هذا المشروع إلى الاستجابة لهذه الفجوة عن طريق توفير مِنصّةٍ لإعادة التفكير في الكيفيّة التي يُمكن بها لمُقاربات الأمن الإنساني أن تسير في سياسات مكافحة التطرف وتساهم فيها.
يختبر هذا المشروع الفرضية التي تنص على أن مقاربات الأمن الإنساني التي تُمكّن أصحاب المصلحة المجتمعيين من المشاركة في الديناميكيات الأمنية والمساهمة فيها هي أمر أساسي لبناء القدرة على الصمود، وأن هذه الأساليب يجب أن تشكل جزءاً لا يتجزأ من الجهود ضد التطرف. كما يجب أن تأخذ نظرية التغيير في الحسبان العلاقة بين دوافع الصراع والتطرف، وطرائق تمكين المجتمع، وخاصة النساء والزعماء الدينيين.
سيستخدم المشروع الأدلة التي تم إعدادها للجمع بين الأطراف المعنيين المجتمعيين، وواضعي السياسات الأمنية، وممارسي التنمية الإنسانية لتطوير نظرية التغيير لجهود الأمن الإنساني التي تستجيب بشكل أفضل لهيكل التهديد الجديد. وستقوم هذه النتائج بصياغة بناء القُدرات للسياسات، والأطراف المجتمعيين ذوي العلاقة وكذلك من واضعي البرامج والسياسات في إطار تصميم وتنفيذ مقارباتٍ أكثر فاعليّة في الأمن الإنساني، بهدف تعزيز القدرة على الصمود والحد من خطر التطرف العنيف.
الأهداف:
مراحل البحث:
يقود هذا المشروع معهد WANA والذي تم تمويله بواسطة منظمة هولندا للبحث العلمي (NWO-WOTRO)، بتكليف من وزارة الشؤون الخارجية في هولندا، وتم تطويره بالتعاون الوثيق مع أمن منصة المعرفة وسيادة القانون.
شركاء في التعاون: