عربي / English
"المعرفة من المنطقة، للمنطقة"
10 أيلول
2018

حاجة المنطقة العربية لمقاربات أمن إنساني تركز على الشباب

وفقاً لأحدث تقرير لمؤشر السلام العالمي لعام ٢٠١٨، تعيش منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا اليوم حقبة أقلَّ سلمية من أي وقت مضى في السنوات العشرة الماضية. ويجادل تقريراً حديثاً صدر عن معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا تحت عنوان "إعادة تصور المقاربة الأمنية.. لماذا الآن؟" بضرورة طرح مقاربة جديدة للأمن في المنطقة قوامها الإنسان، وتركز على الشباب تحديداً، من أجل المساعدة في حل التحديات الأمنية المتغيرة والمحدقة بالمنطقة.

يشير التقرير إلى أنه مع وجود العديد من الاستحقاقات والقضايا الراهنة في الإقليم، يجب إثارة التساؤل حول منظومة الأمن الإقليمي في المنطقة. وبصرف النظر عن الاختلافات الملحوظة بين دول المنطقة، فإنَّ تلك الدول قد نظرت تقليدياً إلى المسألة الأمنية من خلال منظور السياسات الأمنية التي تركز على أمن الدولة بشكلٍ كبيرٍ. ويقتضي هذا المنظور تعزيز قدرة هذه الدول على حماية سيادتها الوطنية، وتعزيز قدرتها على الردع والدفاع وحقها في ممارسة الحق الحصري في السلطة. بيد أن التقرير المذكور يشير إلى أن طبيعة التحديات الأمنية القائمة اليوم تستدعي مقاربات جديدة، حيث أنَّ هذه التهديدات لم تعد تصدر بشكل حصري من - أو بين- دول ذات حدود وجيوش واضحة المعالم، كما كان الحال تقليدياً. ويشير التقرير أيضاً إلى أن المقاربة الأمنية التقليدية كان لها آثاراً سلبيةً على مستويات المشاركة السياسية والتماسك الاجتماعيعلى المدى الطويل.

بدلاً من ذلك، هناك حاجة إلى مقاربات للأمن الإنساني تضمن تحقيق التنمية والسلام الإقليميين بشكلٍ مستدام. حيث تضع هذه المقاربة، التي يشرحها التقرير، الفرد (الإنسان) في محور الإهتمام وتركز على ضمان وصوله/ا إلى الخدمات الأساسية مثل التغذية والمياه والرعاية الصحية والملابس والمأوى، بالإضافة إلى الحماية من العنف الجسدي. وعند وضع الفرد في محور صنع السياسات العامة والبرامج الأمنية، يزداد لديه/ا الشعور بالوطنية والمواطنة الفاعلة. ومن خلال تحسين الحوار، يمكن أيضاً إدارة المظالم العامة بشكل أكثر فعالية، كما يضيف التقرير.

وبالنظر إلى التركيبة السكانية والديموغرافية للمنطقة، يورد التقرير بأنَّ الحاجة لمقاربةٍ أمنية تركز على الإنسان والشباب بصورة أكبر تستند على أسباب قوية. حيث يقدر مركز أبحاث YouthPolicy.org أنَّ الشباب هم الشريحة الأسرع نمواً في المنطقة العربية، مشيراً إلى أنَّ ٦٠٪ تقريباً من سكان المنطقة العربية هم تحت عمر الخامسة والعشرين، مما يجعلها أكثر المناطق اكتظاظاً في العالم من حيث أعداد الشباب. ولذلك، يدفع التقرير نحو إشراك الشباب بصورة قريبة ومكثفة في صنع السياسات، ويؤكد على اعتبارهم فرصة مهمة لدول هذه المنطقة، في تحدٍ للرواية السائدة التي ترى فيهم عبء وتحدي أمني يجب التعامل معه.

Web design Web design Jordan Foresite تطوير المواقع الإلكترونية الأردن