عربي / English
"المعرفة من المنطقة، للمنطقة"
20 كانون الأول
2017

دور المرأة في مكافحة التطرف العنيف

تشير الدراسات إلى  أن نحو ثلاثة آلاف من ضمن حوالي 20 ألف مقاتل أجنبي انضموا إلى تنظيم داعش كن من النساء. وفي حين أن هذه الدراسات تركز في المقام الأول على حالات المقاتلات الغربيات، فإن النساء من منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا قد انجذبن أيضا لقضية داعش. وتحلل دراسة حديثة أجراها معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا كيف تتأثر النساء من قبل الجماعات المتطرفة العنيفة، والدور الذي يمكن أن يلعبنه في منع ومكافحة التطرف العنيف. 

يشير البحث إلى أن المرأة يمكن أن تكون مصدرا قيما للمعلومات عن مجتمعها، وأن الأمهات على وجه الخصوص يتمتعن بمكانة فريدة للانتباه المراحل المبكرة من التطرف لدى أبناءهن. وكثيرا ما تشعر النساء بالرغم من ذلك بأنهن بلا صلاحيات، أو أنهن غير مطلعات أو خائفات من التقدم بمثل هذه المعلومات، وذلك جزئيا نتيجة للأدوار الجندرية الصارمة. ومن شأن تمكين المرأة من التحدث بحرية أكبر حول مشاكل التطرف من أن يساعد المجتمعات المحلية على تتبع التطرف في وقت مبكر.

البروباغندا التي تستهدف النساء

تواجه النساء إحباطا اجتماعيا-اقتصاديا مماثلا للرجال، ما يجعلهن عرضة على قدم المساواة لمحركات التطرف. وسيكون من الخطأ أن نتصور أن النساء غير قادرات على استخدام العنف للتعبير عن معتقداتهن.

أصبح تنظيم داعش على وجه الخصوص خبيرا في تكييف الدعاية والبروباغندا بحسب الضرورة. في البداية، اقتصرت أدوار النساء في التنظيم على المجال الخاص كزوجات أو أمهات أو معلمات أو عاملات منازل أو جواري. وفي السنوات الأخيرة، اتسع نطاق هذه الأدوار بصورة كبيرة، وأصبحت المرأة تتخذ أدوارا عملياتية متشددة بصورة متزايدة.

وفي حين أن بعضهن يتعرضن للضغوط أو الإجبار، إلا أن العديد من النساء ينضممن إلى منظمات متطرفة عنيفة باختيارهن. وسواء تم جذبهن أو دفعهن، فمن الواضح أنه تم تجنيدهن بنشاط. ولذلك فإن دراسة WANA Institute تحث برامج منع ومكافحة التطرف العنيف على التنبه لأاهمية استهداف النساء.

النساء ومنع ومكافحة التطرف العنيف

السؤال الحاسم هو ما إذا كانت المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة يمكن أن تمنع التطرف أو تساعد في إزالة التطرف وإعادة التأهيل. ووجدت الدراسة دليلا قويا على أن مشاركة المرأة في قطاع الأمن وكإحدى ركائز المجتمع المحلي تؤدي إلى زيادة الفعالية في الحد من العنف ومنع نشوب الصراعات.

وأظهر العمل في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا أن لدى النساء رؤى عميقة حول ديناميات المجتمع والأنماط الأيدولوجية، والاتجاهات السلوكية بشكل يختلف عن الرؤى المتاحة للرجال. كما أوضح العمل الميداني أن الواعظات عادة ما يكن نقطة الاتصال الأولى للنساء اللواتي يتعاملن مع أقرباء ذكور راديكاليين.

وغالبا ما تكون الأمهات في داخل الأسر قادرات على التعرف على علامات التطرف المبكر، بما في ذلك الغضب والقلق والانسحاب. كما يتم وضع أمهات الشباب المتطرفين بشكل استراتيجي لمساعدة أبنائهن لمواجهة التحديات.

ويخلص البحث إلى أن النساء حريصات على ممارسة دورهن في إطار برامج مكافحة التطرف العنيف. ولديهن مصلحة قوية في منع أبنائهن من أن يصبحوا متطرفين، وكذلك في منع أي آثار سلبية مباشرة يمكن أن يرتبها التطرف على المرأة والمجتمع ككل. ومن ثم ينبغي ألا تكون المرأة مستهدفة بعناية فقط من خلال السياسات المتعلقة بمنع ومكافحة التطرف العنيف، بل يجب أن تشارك مشاركة أساسية في تصميمها وتنفيذها.

 

Web design Web design Jordan Foresite تطوير المواقع الإلكترونية الأردن