الحفاظ على السلام في منطقة شرق آسيا وشمال أفريقيا

استضافت مؤسسة داغ همرشولد (Dag Hammarskjöld) بالشراكة مع معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا (WANA) ورشة عمل تفاعلية حول الحفاظ على السلام في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا يومي 6 و7 من شهر شباط في عمان. حيث شارك في المناقشات خبراء أكاديميون وموظفون من الأمم المتحدة وجهات فاعلة في المجتمع المدني وجهات حكومات.

وسلطت الورشة الضوء على المبادرات الدولية والمحلية التي تعزز العمل على أجندة الأمم المتحدة للحفاظ على السلام، وحددت ما هي الجهود المطلوبة لمعالجة العقبات التي تواجه السلام في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.

افتتح معالي الدكتور عمر الرفاعي -المدير العام لمعهد WANA- ورشة العمل، ويُعدّ المعهد مؤسسة أبحاث غير ربحية مقرها في عمان، وتجري المؤسسة أبحاثاً حول الأمن البشري والنمو الاقتصادي والمجتمع المدني والتنمية المستدامة.

وقد تساءل معالي الدكتور الرفاعي عن مفهوم السلام: "هل نفهم حقاً ماذا يعني لنا مفهوم السلام في هذه المنطقة؟ يرى البعض أنه الرخاء الاقتصادي والبعض الآخر يراه الأمن وآخرون يعتبرونه العدالة. وهذا يجعل استدامة السلام أكثر صعوبة؛ لأننا لسنا متفقين تماماً."

"لقد كان تبني قرارات استدامة السلام في عام 2016 بمثابة إنجاز بارز وعلامة فارقة في عمل الأمم المتحدة في بناء السلام، في الاعتراف بمدى أهمية عمل المجتمع الدولي بشكل متماسك لدعم الحكومات الوطنية والمجتمعات المحلية لمنع تفشي العنف أو تصعيده ولمعالجة الأسباب الجذرية للصراع والحفاظ على السلام." وأضاف: "ومع ذلك لتحديد ما إذا كانت هذه القرارات تُحدث فرقاً بالفعل فإننا نحتاج إلى النظر في التغييرات التي طرأت على المستويات الإقليمية والدولية والمجتمعية. هنا يجب أن نبحث عن التأثير،" كما جاء على لسان هنريك هامارغرين من مؤسسة داغ همرشولد، وهي منظمة غير حكومية سويدية تنظم حلقات دراسية وحلقات عمل ومشاورات مواضيعية حول جهود الأمم المتحدة في بناء السلام والحفاظ عليه.

الشباب، السلام والأمن

ناقش المشاركون الدور الذي يمكن أن تلعبه منظمات الأمم المتحدة في عمليات السلام والتنمية المحلية، بما في ذلك تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2250 وتوصيات الدراسة المرحلية حول الشباب والسلام والأمن والتي تم التقدم بها بموجب القرار رقم 2250 والتي نُشِرَت في ربيع عام 2018. وقال بارق محادين، وهو باحث في مجال الأمن الإنساني في معهد WANA: "إن معهد WANA يقر بدور الشباب الحتمي في بناء السلام، كما يفخر المعهد بكونه عضواً مؤسساً في الائتلاف الوطني 2250 التابع للأمم المتحدة في الأردن".

يعمل الائتلاف على تفعيل قرار مجلس الأمن 2250 في البلاد تحت مظلة وزارة الشباب، كما يأمل في إدخال جدول أعمال الشباب والسلام والأمن في الاستراتيجية الوطنية القادمة للشباب. واختتم محادين حديثه قائلاً: "إن تعزيز جدول أعمال الشباب والسلام والأمن هو جزء لا يتجزّأ من تطبيق قرارات السلام المستدام والمزدوج، وأيضاً هو جزءٌ مهم في تحقيق خطة 2030 الأوسع نطاقاً والاستثمار في مكاسب التنمية في الأردن."

من الخطاب إلى التنفيذ

في نيسان 2016 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن قرارات الحفاظ على السلام. تُحدّد هذه القرارات عملية الحفاظ على السلام كسلسلة من الأنشطة لمنع تفشي النزاع وتصعيده واستمراره وتكراره، ومعالجة الأسباب الجذرية، ومساعدة الأطراف المعنية على إنهاء الأعمال العدائية وضمان المصالحة الوطنية والتحرك نحو الازدهار وإعادة الإعمار والتنمية.

في نيسان 2018 أصدر مجلس الأمن والجمعية العامة قرارين جديدين يؤكدان دعمهما لقرارات السلام المستدام، كما قاما بالدعوة إلى بذل المزيد من الجهود للمضي قدماً في تنفيذها واستكشافها والنظر فيها.

ولدعم هذه العملية فقد حان الوقت للنظر في كيفية ترجمة الخطاب السياسي في خطوات عملية على المستويين الإقليمي والقُطري عن طريق الابتكار في منع الصراعات العنيفة والحفاظ على السلام.