جمع معهد غرب آسيا وشمال إفريقيا (WANA Institute) ومركز أصدقاء أوروبا الفكري 15 خبيرا وطنيا وصانع سياسات يوم الخميس لمناقشة كيفية توطين جهود مكافحة التطرف العنيف. وناقش المشاركون كيفية تنفيذ مشاريع منع ومكافحة التطرف العنيف التي يقودها المجتمع وتصميم سرديات مضادة تناسب السياق الأردني.
على الرغم من أهمية مشاريع منع ومكافحة التطرف العنيف التي يقودها المجتمع ، يواجه العديد من أصحاب المصلحة العديد من التحديات في الأردن ، مثل الصعوبات في تأمين الدعم المالي أو الحصول على التصاريح الأمنية الضرورية.
وقال معن المومني من وزارة التربية والتعليم إن تمكين المعلمين أمر حيوي لتنفيذ مشاريع منع ومكافحة التطرف العنيف ناجحة على المستوى المحلي إذ "تعمل وزارة التعليم على مشاريع متنوعة تسهم في مكافحة التطرف العنيف من خلال المناهج الدراسية. كما نقوم بتدريب المعلمين بالتعاون مع أكاديمية الملكة رانيا للمعلمين، حتى يتمكنوا من نقل معرفتهم إلى الطلاب".
وجادل الدكتور مهند عربيات، رئيس منظمة أجيال من أجل السلام (Generations for Peace)، بأننا بحاجة إلى زيادة الثقة بالمنظمات المحلية، وقال: "نحن بحاجة إلى بناء الثقة بين المجتمع المحلي والقطاعين العام والخاص. نحن بحاجة إلى تمكين موظفي المجالس المحلية والموظفين في المنظمات المجتمعية. إن الاستثمار في القيادات المحلية وخاصة القيادة الشبابية، أمر ضروري كي تتمكن المجتمعات المحلية من إيجاد حلولها الخاصة للمشاكل التي تواجهها".
وأشار محمد نصر الدين من مظمة ميرسي كور أنه "بالإضافة إلى التركيز على اللامركزية، يجب على الحكومة المركزية أن تعمل بشكل أكثر شفافية". وأضاف: "إذا كان هناك نقص في الثقة، فستتردد المجتمعات المحلية في التعاون".
وقالت شروق شطناوي، من اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة: "لا ينبغي أن نغفل التحديات المباشرة ونقص الخدمات، إذا لم تتواجد حافلة لأشخاص من المجتمعات المحلية للقدوم إلى ورشاتنا للحديث عن التطرف العنيف، فكيف نتوقع منهم المشاركة"؟
وذكّر باتريك دارو من منظمة العمل الدولية المشاركين بأنه "وبالرغم من أن الكفاح ضد التطرف العنيف يخاض بالفعل على المستوى المحلي ، فإننا نحتاج في الوقت نفسه إلى هياكل وطنية قوية من أجل تحسين الحوار الاجتماعي في البلاد".
يتمثل أحد الجوانب المهمة في عمل منع ومكافحة التطرف العنيف في مواجهة أيدولوجية وسرديات الجماعات المتطرفة العنيفة. وقال بارق محادين من معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا: نحن بحاجة إلى الانتقال من تصميم مجرد لسرديات مضادة تنكر ما تقوله الجماعات المتطرفة العنيفة، لتصميم سرديات بديلة إيجابية توفر للجمهور رؤية بديلة للعالم".
بالإضافة إلى السرديات المستخدمة في وسائل الإعلام، شدد المشاركون على ضرورة التركيز على السرديات على مستوى المجتمع. وقالت الباحثة في الشؤون الدولية لين أغابي: "نحن بحاجة إلى التركيز على كيفية نقل البديل ذي الصلة". "بما أن الأمهات غالباً ما يكتشفن العلامات المبكرة للتطرف، فنحن بحاجة إلى توفير التدريب لمساعدتهن على فهم ما هي السرديات البديلة الجيدة. إذ تلعب الواعظات والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني دورًا كبيرًا هنا "
من أجل تقليل ضعف الشباب تجاه السرديات والأيدولوجية الراديكالية، أشار مراد القاضي من شبكة المدن القوية (Strong Cities Network) إلى أن الشباب بحاجة إلى إعطاء مساحة لتطوير هوياتهم بشكل مستقل: "إن العديد من الشباب الأردني يكافحون مع هوياتهم الدينية والمجتمعية وكذلك مع تحديد تطلعاتهم المستقبلية ، مما يجعلهم أكثر عرضة للأيديولوجية الراديكالية ".
وتم تنظيم هذا الحدث كمتابعة للأفكار التي جاءت في تقرير تلى عصف ذهني نظمه "أصدقاء أوروبا" في حدث (DS +)، والذي عقد في الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر 2017. وانضم إلى الحدث مسؤولون حكوميون وشخصيات بارزة من الاتحاد الأوروبي. إضافة لشخصيات من الأمم المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وشخصيات عسكرية وأكاديميين وممثلي وسائل الإعلام والصناعة.
تضمنت المناقشة 1700 مشارك مسجل من 122 دولة ، وتناولت القضايا الأمنية من خلال أكثر من 50 جلسة و 48 ساعة من المناقشة. وﺧﺘﺎﻣﺎ، ﺧﻠﺼﺖ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ إﻟﻰ 10 ﺗﻮﺻﻴﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺗﺘﻨﺎول أهداف اﻟﺴﻴﺎﺳات اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺸﺄن ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻷﻣﻨﻴﺔ.
صاغ الخبراء يوم الخميس 6 توصيات (أفكار صغيرة لمنع استراتيجيات مكافحة التطرف ومكافحتها) و طوروا 8 استجابات (استباقية ومنسقة لمكافحة حملات التضليل الإعلامي) لتتناسب مع السياق الأردني. وسيقوم معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا بنشر مذكرة سياسات مبنية على النقاش.