خفض تكاليف عمليات المعونة الإنسانية عن طريق الطاقة النظيفة المتجددة

عقدت مجموعة عمل معنية بالطاقة والمياه ضمن مبادرة الطاقة المتحركة Moving Energy Initiative ورشة عمل ختامية في 13 مارس في عمان. جمعت مجموعة العمل خلال العامين الماضيين الجهات الحكومية والإنسانية والمنظمات غير الحكومية ورجال الأعمال في الأردن لدعم أولويات الطاقة ضمن خطة استجابة الأردن للأزمة السورية.

نظم معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا (WANA Institute) ورشة العمل بالشراكة مع Chatham House - المعهد الملكي للشؤون الدولية والمجلس النرويجي للاجئين وجمعية إدامة EDAMA. حضر الورشة خبراء حكوميون وممثلون عن منظمات إنسانية ومنظمات غير حكومية محلية ودولية، حيث استقبلتهم السيدة شيرين شاهين، مديرة البرامج في معهد WANA.

استهدف الاجتماع مساعدة المنظمات الإنسانية على خفض بصمتها البيئية وخفض تكاليف الطاقة، بالإضافة إلى لعب دور إيجابي في انتقال الطاقة المستدامة في الأردن. أصبحت العمليات الإنسانية الخضراء ضرورية بشكل متزايد في ضوء الآثار المترتبة على اتفاق باريس (Paris Agreement) وتركيز المساعدات والتمويل الدوليين على دعم القدرة على التكيف مع المناخ في البلدان المضيفة للاجئين. ألقى المشاركون الحكوميون الضوء على الطرق التي يمكن أن تساهم بها المنظمات الإنسانية في خطة الأردن للنمو الأخضر (Jordan’s Green Growth Plan) لتستفيد منها.

أضافت جلادا لان Glada Lahn من Chatham House: "في كثير من الأحيان، تواجه مشاريع المساعدات الإنسانية ميزانيات قصيرة الأجل ذات عقلية طارئة، وهذا يعني أن تكاليف الطاقة لا تشكل أولوية. يعتبر الديزل وقود التشغيل في خطوط الإمداد الموجودة حالياً والمستخدمة في تنفيذ المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، وفقاً لتقريرنا الأخير حول تكاليف دعم المساعدات الإنسانية، يمكن للمنظمات في جميع أنحاء العالم الاقتصاد بما لا يقل عن 517 مليون دولار سنوياً في تكاليف الوقود عن طريق التحول إلى ممارسات الطاقة الأنظف عبر التقنيات المتوفرة حالياً."

تعد محطات الطاقة الشمسية في مخيمي اللاجئين في الزعتري والأزرق في الأردن مثالاً رئيسياً على استخدام الطاقة المتجددة في عمليات الإغاثة، حيث توفر الآن المفوضية السامية بفضلها 7 ملايين دولار أمريكي كل عام حسب تقرير للمفوضية (UNHCR report). كما يُفصّل تقرير جديد للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الآثار التي خلفتها هذه الاستثمارات على حماية سكان المخيم وصحتهم وتعليمهم وإدماجهم اقتصادياً وسبل عيشهم، بالإضافة إلى الفوائد التشغيلية البيئية والمالية.

تم خلال ورشة العمل تحديد كفاءة النقل والمباني المكتبية كمجالين أساسيين للعاملين في المجال الإنساني لتحسين أثرهما على الطاقة في الأردن. ناقش المشاركون الحاجة لشراء أساطيل نقل وقود وعربات نقل أقل تلويثاً لخفض تكاليف الوقود وانبعاثاته. كما ذكر البعض المستويات الخطيرة لتلوث الديزل - يحتوي الوقود المنتج في الأردن على نسبة من الكبريت تتراوح بين 9000 و13000 جزء في المليون مقارنة بالمعيار الأوروبي البالغ 10 جزء في المليون، والذي له عواقب وخيمة على صحة الإنسان. كان هناك الكثير من المتحمسين لإمكانية زيادة استخدام المركبات الكهربائية مع الطاقة الشمسية إذا كان يمكن تخفيض التكاليف. شارك الحاضرون أيضاً بأفكار لتوفير مدخرات عن طريق تحديث المباني المكتبية الموجودة أو استئجار مبانٍ ذات كفاءة أكبر.