في 16 أيار/ مايو، استضاف معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا (WANA) ومؤسسة فريدريش إيبرت اجتماعا وزاريا استراتيجيا بشأن الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة: توفير الطاقة النظيفة بأسعار معقولة للجميع. وناقش المشاركون التحديات والفرص المتاحة لتنفيذ الهدف في الأردن.
حضر الاجتماع 15 من أصحاب المصلحة الرئيسيين وممثلين لعدد من الوزارات، إضافة لممثلين عن القطاع الخاص والوكالات المانحة وغيرهم من المعنيين في مجال الطاقة. وستنشر نتائج الاجتماع كمذكرات إرشادية في وقت لاحق من هذا العام.
تشكل الطاقة ركيزة أساسية لجميع أهداف التنمية المستدامة وهي محور تحديات التنمية والأمن وتغير المناخ. يعزز الحصول على الطاقة جميع جوانب رفاه الإنسان، سواء كان ذلك في مجالات الصحة والتعليم والإنتاج الغذائي والنقل والاتصالات.
ومن أجل تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، ينبغي سد الفجوة بين السياسات والممارسات. إن تعزيز التمويل المحلي الأخضر، وتعزيز قوانين امتثال المباني، وخلق التآزر بين أصحاب الشأن والمصلحة كلها أمور أساسية في وضع خطة تنفيذ أفضل للأردن.
سيساعد تنفيذ الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة أيضا على تحقيق أهداف اتفاق باريس، الذي يدعو البلدان إلى إبقاء درجات الحرارة العالمية في ارتفاع فوق درجتين مئويتين هذا القرن، على أمل مواصلة الدفع نحو ارتفاع 1.5 درجة مئوية.
وناقش البروفيسور مانفريد فيسشيديك، نائب رئيس معهد فوبرتال، تجربة ألمانيا في تنفيذ هدف التنمية المستدامة السابع. "إن التحول المستدام لنظام الطاقة يرتبط ارتباطا وثيقا بتغير المناخ ويوفر فوائد مشتركة متعددة فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة". "إن هذا التحول أكثر من مجرد تحد تكنولوجي خالص ويتطلب تقييما متكاملا للخيارات التكنولوجية فيما يتعلق بالآثار على التنمية المستدامة. يتم قبول مسارات الانتقال للطاقة النظيفة إذا لمست إيجابيات تأثيراتها".
فيما قال ريتشارد بروبست، المنسق الإقليمي لمؤسسة فريدريتش إيبرت: "ربما تكون الطاقة أهم موضوع شامل". وأضاف: "لكننا يجب أن نخصها وحدها بالحلول والتصورات وإنما نفهم الطاقة أيضا من منظور المياه ونرى انعكاساتها على مكافحة تغير المناخ".
يعتبر الأردن واحدا من البلدان القليلة التي تفتقر إلى موارد الطاقة في غرب آسيا. ومع ذلك، فإنه يتمتع بوفرة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. مع سرعة الرياح التي تصل إلى ما بين 7.5 إلى 11.5 م / ث في بعض الأماكن، فإن مشاريع الرياح ليست ممكنة فقط، ولكن تنافسية. إن الإشعاع الشمسي العالي الذي يتراوح بين 5 و 7 كيلو واط / متر مربع في اليوم مع حوالي 300 يوم مشمس سنويا يجعل الطاقة الشمسية مصدرا واعدا للطاقة المتجددة في المستقبل الواعد في الأردن، وفقا لجمعية إدامة.
تعمل عدة مشاريع في الأردن على بناء القدرات في محاولة لجعل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تمثل 10 في المئة من مزيج الطاقة الأولية في المملكة بحلول عام 2020. ويمكن تحقيق هذا الهدف إذا ساعدت الشركات على تسريع الانتقال إلى نظام طاقة يمكن الاعتماد عليه وبتكلفة معقولة من خلال الاستثمار في موارد الطاقة المتجددة.
یرغب معھد WANA ومؤسسة فريدريتش إيبرت أن يعملا على إزالة الغموض عن عملیة أهداف التنمية المستدامة البیئیة في الأردن، وتوفیر التوجیھات حول کیفیة معالجة التحدیات المرتبطة بالأھداف المشترکة بین القطاعات من خلال مشروع "مسارات نحو أھداف التنمیة المستدامة: الأردن وما وراءه". وبدأ المشروع بإطلاق مؤتمر إقليمي في نيسان/ أبريل 2017، وسيجري متابعته بسلسلة من الاجتماعات الاستراتيجية.
في كلمتها الافتتاحية، أشارت ميسون الزعبي، الاستشارية الأكاديمية وعضو مجلس الإدارة في معهد WANA، إلى أنه "وفي حين أن أهداف التنمية المستدامة لها نفس القدر من الأهمية، فإن هذا المشروع يركز على ثلاثة أهداف تتحدث مباشرة عن التحديات الملحة في التنمية البيئية في الأردن، وهي الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة: المياه والصرف الصحي للجميع، الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة: ضمان الحصول على الطاقة بأسعار معقولة وموثوق بها ومستدامة وحديثة للجميع، وهدف التنمية المستدامة الثالث عشر: اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره ".
فيما اعتبر بروبست أن: "العمل على جميع أهداف التنمية المستدامة معا وتحفيز النقاش في الأردن حولها هو طموح المشروع المشترك بين مؤسسة فريدريتش إيبرت ومعهد WANA".