استضاف معهد غرب آسيا - شمال أفريقيا (WANA) ومؤسسة فريدريش إيبرت جلسة نقاش رفيعة المستوى عن جهود الأردن لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. وعقدت هذه الجلسة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، وألقى الكلمة الرئيسية بالنيابة عنه معالي د. جواد العناني نائب رئيس الوزراء الأسبق.
وتألفت اللجنة من سعادة المهندس زياد عبيدات، القائم بأعمال الأمين العام لوزارة التخطيط والتعاون الدولي، وسعادة السيدة كوستانزا فارينا، ممثلة اليونسكو لدى الأردن (رئيسة الفريق الرفيع المستوى التابع للفريق القطري المعني بالأهداف الإنمائية للألفية)، والدكتور محمد صيدم كبير العلماء في الجمعية العلمية الملكية، والسيدة هلا كيلاني ممثلة شبكة العمل المناخي (CAN). وأدارت سعادة السيدة هيفاء النجار عضو مجلس الأعيان الأردني الجلسة.
وأكد نائب مدير مؤسسة فريدرتش إيبرت في عمان ريتشارد بروبست أن "خطة التنمية المستدامة لعام 2030 لديها إمكانات تغيير كوكبنا والطموح لتحويله. ولذا فإن النقاش العام في الأردن حول هذه الأهداف هو موضع ترحيب كبير". "وبما أن الطاقة والمياه وجانب تغير المناخ قضايا شاملة لعدة قطاعات أساسية لجميع أهداف التنمية المستدامة ومركزة للتنمية والأمن والحد من الفقر في الأردن، فإن هذا المؤتمر يكتسي أهمية قصوى".
وأشارت سعادة السيدة كوستانزا فارينا إلى عدم إمكانية "تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالعمل منفردا. نميل دوما للعمل ضمن نطاق ومجال راحتنا ولكننا وبعمل ذلك فإننا نصل إلى العمل في صومعة منعزلة. لا يمكن لهذه النزعة أن تدوم، وعلينا أن نتكاتف ونعمل معا".
قدم الأردن تقريره الوطني الطوعي (VNR) في تموز/ يوليو إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة في الأمم المتحدة بنيويورك. وييسر هذا التقرير الشراكات بين أصحاب الشأن والمصلحة المتعددين، ويوضح خطة البلد لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وناقشت اللجنة الخطوات التالية بعد تقديم التقرير. وركز المتحدثون على الحديث عن دور العلم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والأهم، نوع الجهود اللازمة للتغلب على التحديات في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في المستقبل.
وقال المهندس زياد عبيدات: "إن تقرير الأردن الطوعي الذي عرضه في نيويورك كان واحدا من أفضل التقارير العالمية". وأضاف: "الأردن هو البلد الوحيد الذي يعالج النساء والشباب والأطفال في تقريره الوطني الطوعي".
وناقشت الجلسة الخطوات المقبلة بعد تقديم التقرير الوطني عن التنمية المستدامة، ونوع الجهود اللازمة للتغلب على التحديات التي تواجه تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في المستقبل. وقال م. عبيدات: "المرحلة القادمة ستكون مليئة بالتحديات، لدينا خططنا ومشاريعنا واستراتيجياتنا لكننا ما زلنا بحاجة إلى التمويل. وستدمج المرحلة التالية أيضا بناء القدرات والتوعية المجتمعية ".
وركز المتحدثون أيضا على دور العلم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. وأشار د. صيدم إلى "استخدام البعد العلمي عند صياغة أهداف التنمية المستدامة، ما قد يجعلها متداخلة ومعقدة عند التنفيذ، إلا أن هذه العملية مهمة لتحقيق التنمية المستدامة".
"لا يمكننا تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الأردن ما لم يتم تعميم العلم وأخذه بالاعتبار عند التخطيط، وهناك علاقة جيدة بين صانعي السياسات وأعضاء المجتمع العلمي من أعضاء العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية".
وناقشت السيدة هلا كيلاني أهمية إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص إشراكا كاملا في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. "المجتمع المدني في الأردن يعاني من عدم الحصول على المعلومات، ونحن بحاجة إلى مركز معرفة يوفر للمجتمع المدني سهولة الوصول إلى المعلومات المنسقة والموحدة من مختلف الوزارات".
وأضافت: "نحن بحاجة أيضا إلى إقامة شراكة حقيقية مع القطاع الخاص". "الناس يطرقون بابهم فقط عندما يحتاجون إلى المال، ولكن القطاع الخاص لا يشارك في صنع السياسات. نحن بحاجة إلى التواصل مع القطاع الخاص وإخبارهم بأن لهم مصلحة حقيقية في عملية التنمية".