في 30 تموز/ يوليو 2017، جمع معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا (WANA) 25 خبيرا لمناقشة العلاقة بين برامج الأمن الإنساني ومشاريع مكافحة التطرف العنيف القائمة في الأردن.
وشارك معهد WANA مع الخبراء نتائج أبحاثه التي حددت نقاط القوة والضعف في وضع مشاريع الأمن الإنساني في الأردن. وطلب من أربعة خبراء دوليين وخبراء من وكالات الأمم المتحدة المحلية والمنظمات غير الحكومية الدولية والمنظمات المجتمعية تقديم ملاحظاتهم.
تسلط نتائج البحوث الرئيسية الضوء على ثلاثة مجالات رئيسية للقلق: التماسك الاجتماعي، والشباب، والنوع الاجتماعي (الجندر). وخلصت البحوث إلى أن تأثير الجهات المانحة على المشاريع -إعطاء الأولوية للاجئين على الأردنيين ذوي الدخل المنخفض- يبدو أنه يؤثر سلبا على التماسك الاجتماعي، مما يغذي الشعور بالتهميش لدى المواطنين الأردنين والإحباط من وضعهم الاقتصادي ما قد يؤدي إلى التطرف.
وعلى الرغم من أن الشباب هم من أكثر المجموعات تعرضا للتطرف، فإنهم أيضا يظهرون كضحايا لفجوات البرامج ويتم تجاهل هذه الفئة الديموغرافية إلى حد كبير. وينطبق هذا تحديدا على الشباب من الفئة العمرية 10-16 سنة. ولذلك، يبدو أن الشباب يتزايد استياءهم تجاه السلطات، وهم أكثر عرضة للانخراط في سلوك منحرف.
وأخيرا، فإن التمييز على أساس الجنس أمر يدعو للقلق، لأنه يصعب في كثير من الحالات إشراك النساء المستفيدات في مختلف البرامج التنموية. وتعد المعايير الثقافية عائقا أمام تفعيل برامج الأمن الإنساني التي تعزز من دور النساء.
تم تصنيف المتغيرات الأخرى التي تؤثر على الأمن الإنساني بحسب الفاعلين: المستفيدون والمانحون والمجتمع المدني والحكومة. وحدد البحث أوجه القصور في كل فئة.
تركز برامج الأمن الإنساني على التهميش الاجتماعي والسياسي. وأظهرت الدراسة أيضا أن برامج الأمن الإنساني الفعالة يمكن أن تحد من عملية التطرف، في حين أن البرامج غير الفعالة تؤدي إلى تفاقم محركات التطرف، مؤكدة على الحاجة إلى برامج دقيقة.
هناك حاجة إلى مواءمة الجهود التي تبذلها الحكومة مع جهود المجتمع المدني والمانحون والمنظمات غير الحكومية الدولية. وأشار أحد المشاركين إلى أن أهم سؤال هنا هو من سيشرف على تنفيذ هذا النهج المتوائم في الأردن؟ الأمر الذي سيحدد مدى نجاح النهج وجدواه.
يحاول هذا البحث، كجزء من مشروع ممول من السفارة الهولندية فهم العلاقة بين الأمن الإنساني ومحركات التطرف. ومن المتوقع نشر هذه الورقة كاملة في وقت لاحق من هذا العام.