عمان - الأردن - تواجه منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا أكبر أزمة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية. خلال أول حدث من نوعه، أكد أكاديميون من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على ضرورة أن تكون الأوساط الأكاديمية أكثر نشاطا من خلال إيجاد حلول قائمة على الأدلة، وإرشاد البرامج والتأثير على السياسات المتعلقة بالنزوح.
وفي حين تمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو 6 في المئة من سكان العالم، فإنها تضم أكثر من 38 في المئة من اللاجئين والنازحين، حيث تتأثر معظم بلدان المنطقة كبلدان منشأ أو عبور أو مقصد.
خلال مؤتمر المائدة المستديرة الذي استمر يومين في 26 و 27 نيسان/ أبريل، والذي نظمه معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا (WANA) ومكتب مفوضية الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ناقش الأساتذة أهمية وصول اللاجئين إلى التعليم العالي، وكيف يمكن للأبحاث الأكاديمية أن تغذي تطوير السياسات والتخطيط الإنساني.
وانضم صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال إلى اجتماع المائدة المستديرة بوصفه رئيس معهد WANA لإلقاء الكلمة الختامية التي شكر فيها المفوضية على عملها المتواصل في المنطقة، ولتجديد النقاشات حول استيعاب أفضل لمفاهيم اللاجئين.
على مدى السنوات الماضية، أظهرت الأوساط الأكاديمية في المنطقة قدرة قوية على الإسهام في تحسين فهم أزمات اللاجئين. وساهم الباحثون أيضا في تحدي السرديات السلبية حول اللاجئين في البلدان المضيفة.
نحتاج لإجراء مزيد من التحليلات المتعمقة بشأن الأثر الطويل الأجل لحركة اللاجئين والسياسات التي تستجيب لها. تتمتع الأوساط الأكاديمية بوضع مميز يمكنها من دراسة العديد من هذه الأسئلة.
حدد النقاش حول المائدة المستديرة العديد من التحديات التي تواجهها المؤسسات المولدة للمعرفة العاملة في مجال قضايا النزوح. وتناول الباحثون الافتقار إلى الموارد اللازمة للبحث وبطء استجابة الأوساط الأكاديمية لأزمة اللاجئين الحالية في المنطقة.
أحد الأسباب هو إيلاء اهتمام كبير للعلوم والهندسة والقانون، في حين أن هناك حاجة ملحة لزيادة التركيز على العلوم الاجتماعية والإنسانية. ومن خلال هذا المجال، يمكن تخصيص أموال البحوث الاجتماعية للاستجابة لأزمة النزوح. وجرى أيضا تسليط الضوء على الحاجة إلى الوصول إلى البيانات كشرط لمزيد من هذه البحوث.
ھناك حاجة إلی تنسیق أقوى بین الأکادیمیین لإقامة شراکة بحثیة برامجیة بشأن النزوح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفریقیا. وهناك حاجة إلى مزيد من التفاعل مع المنظمات التي تستخدم أدلة لخلق السياسات لسد الفجوة بين المعنيين وأصحاب المصلحة في مجالات التنمية الأكاديمية والإنسانية وتنمية السياسات.
وذكر المشاركون أيضا أن الأكاديميين يمكن أن يميزوا بشكل أفضل بين البحوث الأكاديمية من أجل المعرفة والبحث الأكاديمي للسياسة. "في كثير من الأحيان نقوم بالبحث كأكاديميين لأننا نريد أن نفهم الموضوع، ولكن علينا أن نأخذ خطوة إضافية لمعالجة تطبيقات السياسة أيضا".